الجمعة، 10 أغسطس 2012

التمر والماء










 





ويقول رسول الله صلى الله عليه وسلم:
(إذا أفطر أحدكم فليفطر على تمر فإنه بركة، فإن لم يجد تمراً فالماء فإنه طَهور) [رواه أبو داود].وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يفطر قبل أن يصلي على رطبات فإن لم تكن رطبات فتميرات فإن لم تكن تمرات حسا حسوات من الماء.
فاختيار الرسول صلى الله عليه وسلم للرطب والتمر والماء ليفطر عليها الصائم هدي من عند الله وألان وبعد الآلف السنين نجده ذلك في توافق تام مع النصائح الطبية .
فالصائم عند نهاية صومه يكون في أشد الحاجة لشيئين مهمين أولهما مصدر غذائي لتوليد الطاقة بصورة سريعة جداً والثاني تأمين مصدر مائي لتعويض النقص، وهذا العاملان متوفران في الرطب والتمر.
وهنالك فوائد طبية وغذائية في ثمرة التمر تجعله مرشحاً ليكون أفضل غذاء. فالتمر يحتوي على نسبة عالية من السكريات تصل إلى 88 %ومن ثم يمكن اعتبار أن التمور من أغنى الفواكه في محتواها من الطاقة الحرارية,فمحتوى ثمار التمر من السعرات الحرارية يزيد عن أربعة أضعاف ما تحتويه ثمار التفاح وسبعة أضعاف ما تحتويه ثمار البرتقال .ومن دلائل القيمة الغذائية للنمور أنها تحتوى أيضا على نسبة من البروتنات2.3 - 5.6 %, وعلى نسبة من الدسم 2.5 – 5 %. وقد أطلق على التمر لقب منجم لغنائه بالمعادن . فهو يحتوى على نسبة كبيرة من الأملاح المعدنية والعناصر النادرة ذات الأهمية الغذائية. من أهم هذه المعادن البورون والكالسيوم والكوبالت والنحاس والحديد والمغنسيوم والمنجنيز والصوديوم, والزنك، كذلك عنصر الفسفور الذي له دور مؤثر في الذكورة, وعنصر البوتاسيوم الذي له دور فى تنظيم ضربات القلب وتنشيط عضلة القلب. كما انه يحتوى أيضا على عنصر الفلور بنسبة عالية وهو مقاوم لتسوس للأسنان , حيث ثبت أن الأفراد الذين يعتمدون على التمر في وجباتهم اليومية يتمتعون بأسنان سليمة مما يؤكد الادعاء بان تناول والتمور لا يؤدى إلى تسوس الأسنان بل يحافظ عليها.
كما يحتوي التمر كذلك على مضادات الأكسدة التي تقي من أمراض تصلب الشرايين القلب, وإمراض الشيخوخة, وكذلك يحتوى على عنصر السيلينيوم وهو احد مضادات الأكسدة و هو مقاوم للسرطان. ولا نستطيع أن ننسى أن نشير كذلك إلى النسبة العالية التي يحتوها من الفيتامينات والألياف 6.4 - 11.5 %. فهو يحتوى على فيتامينات آ (فيتامين الإبصار، ضروري لسلامة وصحة الجلد)، وب1( وهو ضروري للمحافظة على سلامة الأعصاب ) وب2 (الريبوفلافين الذي يدخل في تركيب كثير من الأنزيمات) وب3(حمض النيكوتينيك أو النياسين الذي يقي من مرض البلاجرا) وحمص البانثوثينييك (فيتامين مضاد للإجهاد ) وحمض الفوليك (العامل المضاد للأنيميا الحادة، وهو يلعب دوراً هاماً في تخليق الأحماض النووية) , و الألياف التي تقي الجسم من الإمساك.
يتضح جلياً من ذلك أن الرطب والتمر يهما نسبة كبيرة من السكريات البسيطة السهلة والسريعة الامتصاص أي أنه خلال دقائق يمتص السكر ويصل إلى الدم فيعطى الصائم جرعة مركزة من الغذاء التي تخفف من شعوره بالجوع و تقلل شراهته للأكل, مما يساعد الصائم على الإحساس بالامتلاء والشبع. كما انه ينشط العصارات الهضمية ويعدل من الحموضة في المعدة .


أما الماء فهو سائل الحياة العجيب، فالماء ميزه الله سبحانه وتعالى بالعديد من الصفات الفيزيقية ، والكيميائية والحيوية التي جعلته حقاً سائل الحياة الفريد، وجعلته بحق أعجب وأعظم سائل، ان جميع الكائنات الحية تحتاج الى الماء حتى تستمر في الحياة .
فالماء يدخل في تركيب كل كائن حي، فيزن ما يقرب من ثلثي جسم الإنسان، وثلاثة أرباع جسم الطائر، وأربعة أخماس ثمار الفواكه (وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ )(سورة الأنبياء: الآية30). فلولاه ما كانت على الأرض حياة.
ولا يقتصر وجود الماء على السوائل الموجودة في الجسم، مثل: الدم، والسائل الليمفاوي، بل يدخل كذلك في تركيب الخلايا المكوِّنة لجسم الإنسان، إذ تراوح نسبة وجود الماء بين 65% و90%، من وزن هذه الخلايا، تبعاً لنوعها. فعلى سبيل المثال، تحتوي خلايا الدم على نسبة كبيرة من الماء، بينما تقل نسبة الماء في الخلايا المكونة للعظام. كما يلعب الماء دوراً حيوياً، في جميع العمليات الفسيولوجية في جسم الإنسان. وتختل هذه العمليات إذا فقد الجسم 10% من مائه، أمّا إذا زادت هذه النسبة إلى 20%، فإنها تؤدي إلى الوفاة. ويفقد الجسم في اليوم ما يقرب من 2.5 لتر، في العمليات الفسيولوجية المختلفة، مثل: التنفس، وعمليات الطرح من بول وبراز وعرق. ويحتاج الجسم لتعويض هذا الفقد، إلى تناول ما يقرب من 2.5 لتر من الماء في اليوم. ويحصل الجسم على الماء من طرق مختلفة، إمّا عن طريق تناول الماء والسوائل المختلفة، وإما عن طريق المحتوى المائي للأطعمة، مثل: الفواكه، والخضراوات، فسبحان الله نجد أن نسب الماء في الخضروات والفواكه متقاربة إن لم نقل متساوية والجدول التالي يبن لنا بعض هذه النسب في بعض الخضروات.

النبات
الجزء المستخدم
المحتوى المائى
الطماطم
الثمرة
94.1
البطيخ
التمرة
92.1
التفاح
الثمرة
84
الذرة الحلوة
البذور رطبة
84.4
الخس
الأوراق الصغيرة
94.3
الجزر
الجذور
90.3


وكذلك يمكن الحصول على الماء عن طريق بعض عمليات الأكسدة، التي تتم في الخلايا والأنسجة. فالإنسان يستطيع الصوم عن الطعام لمدة قد تصل إلى شهرين، ولكنه لا يستطيع العيش دون ماء أكثر من أسبوع.
كما يعمل الماء على تنظيم درجة حرارة الجسم، وحفظها في مدى ثابت. فعند ارتفاع درجة الحرارة، يزيد إفراز الجسم من العرق، وبذا يعمل على تلطيف درجة حرارة الجسم، وخفضها عند تبخره. أمّا عند انخفاض درجة حرارة الجو، فإن الطاقة التي ينتجها الجسم، توزع على جميع أنحائه، عن طريق الدم والسائل الليمفاوي، حيث يمثل الماء القاعدة الأساسية لهذه السوائل، ويعد موصلاً جيداً للحرارة. فالماء ضروري جداً لإعادة الحياة إلى الأنسجة الجافة كذلك فهو يعادل الدم المركز ويمنع بإذن الله حدوث التخثر كما أنه يفيد
من لديه قابلية لتكون حصوات الكلى بإذابة الأملاح ومنع ترسبها. وقد أثبتت الأبحاث العلمية الفوائد العظيمة لشرب الماء مباشرة بعد الاستيقاظ صباحا ، فشرب 4 أقداح من الماء مفيد للتخلص من كثير من الأعراض المزمنة مثل الصداع ، أمراض القلب ، التهاب المفاصل ، ضربات القلب السريعة ، الصرع ، السمنة أو البدانة المفرطة ، التهاب القصبات ، الربو ، السل ، التهاب السحايا (السحائي) ، أمراض الكلية والجهاز البولي ، التقيؤ ، التهاب المعدة ، الإسهال ، الإمساك .
لهذا فأن الصائم عند نهاية صومه يكون في أشد الحاجة لمصدر مائي وسريع لتعويض النقص الشديد وهذا ما أوصى به النبي صلى الله عليه وسلم في حديثه الشريف.

هناك تعليق واحد: