الجمعة، 17 أغسطس 2012

الزراعة العضوية ضرورة حتمية ومواكبة عالمية

 
الــزراعة الـعــــضوية:
الزراعة العضوية هي نظام زراعي يهدف إلي التنمية المستدامة حيث يعتمد على استخدام المواد الطبيعية البيولوجية في الزراعة بدلا من الأسمدة الكيماوية و المبيدات ومواد المكافحة الضارة بالصحة العامة. كما لا يسمح فيه باستخدام السلالات والكائنات المحورة وراثيا و كذلك الإشعاع المؤين و المواد الحافظة في عمليات التصنيع والإعداد ا.د/ خالد بن ناصر الرضيمان أو التعليب،وبالتالي تصل المواد الغذائية إلى المستهلك بحالتها الطبيعية.
وهذا النظام من الزراعة يجب إن يراقب تحت نظام توجيهي وتفتيش متفق علية, تحكمه قواعد وأسس وضعت لتوضيح كيف يتم الإنتاج العضوي , ليفي بمتطلبات المستهلك من الغذاء الصحي الآمن الخالي من متبقيات العناصر الثقيلة والمبيدات , أو أي مواد تؤثر علي صحة الإنسان
وبذلك فان المنتج الذي سوف يتم تسويقه محليا أو تصديره تحت اسم ( منتج عضوي)لابد أن يخضع للقواعد المنظمة لإنتاج وتداول المنتجات العضوية,والتي تتماشي مع المعايير الأساسية التي وضعها الاتحاد الدولي لمنظمات الزراعة العضوية IFOAM والقواعد الأوروبية EUREPGAP رقم 91/2092 ,والتي يجب أن يتبعها كل القائمين بعمليات الإنتاج والتجهيز والتداول للمنتجات العضوية , والتي تلبي متطلبات أسواق التصدير الخارجية.



تستند الزراعة العضوية على الممارسات الآتية:
- استخدام مصادر طبيعية كالأسمدة العضوية في تغذية النبات.
- إدامة خصوبة التربة بإضافة مواد ذات مصدر عضوي مع المحافظة على الدورات الطبيعية للعناصر المغذية.
- حماية المحاصيل الزراعية من الحشرات والأمراض بإتباع إدارة زراعية متكاملة وصيانة النظام البيئي دون الحاجة لاستخدام مواد كيميائية ضارة.
- حماية الأعداء الطبيعية للآفات و استخدام مواد طبيعية في عمليات المكافحة.
- الإدارة المعتمدة على استغلال المخلفات النباتية و الحيوانية.
- إدامة الصحة الحيوانية باعتماد الصحة الوقائية بدلا من الأدوية و المضادات.
- الحد من استخدام المصادر غير المتجددة و المحافظة على البيئة و المجتمع وإقامة نظام زراعي مستدام.
- إعادة استخدام المخلفات النباتية و تدويرها
وتهدف الزراعة العضوية إلي:-
- إنتاج كميات كافية من غذاء امن ذو قيمة غذائية عالية خالي من متبقيات المبيدات والأسمدة والهرمونات .
-. تجنب جميع صور التلوث للتربة والمياه ( السطحية والجوفية ) إلي اقل ما يمكن.
- المحافظة علي خصوبة التربة واستدامتها ومقاومة عوامل التصحر والتعرية.
- تقليل المخاطر التي يتعرض لها المزارعين والناجمة عن استخدام المواد السامة.
- منع استخدام أي مواد تتضمن جينات معدلة وراثيا , سواء كانت بذور أو أي من مواد الإنتاج الاخري.
- تشجيع وتنشيط النظام الحيوي في الزراعة بما يشتمل من الكائنات الدقيقة وفلورا التربة والنباتات والحيوانات.
- إنتاج منتجات عضوية قابلة للتحلل الكامل حيويا.
- توفير علاقة متزنة بين الإنتاج الزراعي والإنتاج الحيواني .
- استخدام المصادر الطبيعية المتجددة في الزراعة.
- مراعاة البعد الاجتماعي والبيئي , والتفاعل البناء مع جميع الأنظمة الطبيعية
- تنمية الريف وجعله متناغما مع الطبيعة واستيعاب أفضل للأيدي العاملة.




حتمية التحول إلي الزراعة العضوية
يعتقد أنصار الزراعة العضوية أن هناك ضرورة حتمية للتحول إلي الزراعة العضوية حيث أن منافعها الاجتماعية والبيئية والاقتصادية باتت أمرا لا جدال فيه حيث انه خلال القرن الماضي ونتيجة للزيادة الكبيرة في أعداد السكان وضرورة توفير الغذاء للأفواه المتزايدة, تم التدخل في آليات الإنتاج الطبيعية من خلال التسميد والمكافحة والتهجين لإنتاج أصناف عالية المردود أو أصناف مقاومة أو أصناف معدلة وراثيا . هذا التدخل أدي إلي الإخلال بالتوازن الطبيعي والبيئي, إضافة إلي ظهور بعض الأضرار علي الإنسان والحيوان من خلال تراكم بعض السموم والمعادن في الجسم , والتي لا يظهر أثرها الضار إلا بعد فترة زمنية طويلة. كما إن هذا التدخل أدي ألي تدهور تركيبة التربة, وتدهور البيئة الطبيعية وتلوث المياه السطحية والجوفية, وبالتالي تراجع في جودة الغذاء. وبينت الدراسات التي أجريت في بريطانيا أن تلوث الماء والهواء كان اقل في الزراعة العضوية مقارنة بالزراعة التقليدية , كما تحسن التنوع الحيوي بشقيه الحيواني والنباتي عند انتهاج نظام الزراعة العضوية, كما نشر احد المعاهد المتخصصة في الولايات المتحدة ويدعي معهد روديل نتائج أبحاث استمرت 23 عاما جاء فيها أن الزراعة العضوية تقلل من ارتفاع درجة حرارة الأرض ( ظاهرة الاحتباس الحراري ) بنسبة كبيرة حيث تسهم في تقليل انبعاث غاز ثاني أكسيد الكربون من الحقول الزراعية بنسبة تتراوح ما بين 15-28% مقارنة بالزراعة التقليدية, كما بينت بعض الدراسات إن المحاصيل العضوية تحتوي علي مركبات مضادة للسرطان بمعدل يزيد 50% عن المحاصيل التقليدية. كما إن للعودة أسباب أخري علي الأقل في الإطار الاقتصادي حيث تناما الطلب علي المنتجات العضوية عالميا مما أدي إلي فتح أسواق العالم أمام الدول النامية التي يمثل الإنتاج الزراعي فيها عصب الاقتصاد وذلك عندما تتحول إلي الزراعة العضوية ذات العائد الاقتصادي الكبير وذلك إذا أخذت في الاعتبار معايير الجودة في الدول المستوردة للمنتجات العضوية مما يؤدي إلي تحسين العجز المالي لاقتصاديات مثل هذه الدول.
لذلك فان الدعوة للتحول إلي الزراعة العضوية والمقاومة البيولوجية أصبحت مطلبا حتميا لحماية البيئة من التلوث ورفع مستوي الإنتاج الزراعي والمنافسة التصديرية للدول الاخري.




انتشار وتطور الزراعة العضوية دوليا وإقليميا
الزراعة العضوية تلقي قبولا واسعا في جميع دول العالم سواء المتقدمة منها أو النامية وذلك لتحقيق هدف الاستهلاك المحلي أو التصدير للأسواق العالمية .
وتعطي نتائج الحصر العالمي الجديد علي الزراعة العضوية والذي تم انجازه في عام 2009 ( بيانات 2007 ) بواسطة معهد أبحاث الزراعة العضوية FIBL والهيئة العالمية لتحرك الزراعة العضوية IFAOM مؤشرا علي إن الزراعة العضوية تتطور تطورا سريعا حيث يتم مزاولة الزراعة العضوية في أكثر من 141 بلدا علي مستوي العالم من خلال زراعة ما يقارب 32.2 مليون هكتار بواسطة 1.2 مليون منتج (مزارع) بما فيها صغار المنتجين , وبالإضافة إلي الأراضي المزروعة هناك 4و مليون هكتار عبارة عن مزارع مائية عضوية ومساحة المنتجات الزراعية البرية تعادل 30.7 مليون هكتار , كما أشارت نتائج الحصر أن استراليا تحتل المرتبة الأولي عالميا من حيث نسبة الأراضي المزروعة عضويا حيث تصل النسبة إلي 37% تليها أوروبا بنسبة 24% ثم أمريكا اللاتينية بنسبة 20%.
كما أشار التقرير أيضا أن ايطاليا تعتبر المنتج الأول للموالح العضوية علي مستوي العالم ,والمكسيك اكبر منتج للقهوة العضوية , وجمهورية الدومينيكان اكبر منتج للكولا العضوية , كما تعتبر ايطاليا في مقدمة الدول المنتجة للعنب العضوي تليها اسبانيا ثم فرنسا , كما تضم ايطاليا واسبانيا وتونس اكبر مساحات إنتاج الزيتون العضوي علي مستوي العالم.














جدول يوضح المساحات المنزرعة عضويا وعدد المنتجين علي مستوي العالم (بيانات 2007)

جدول يوضح مساحة ونسبة الاراضى المزروعة عضويا, عدد ونسبة المنتجين علي مستوي القارات
القارة
المساحة المزروعة عضويا (هكتار)
النسبة المئوية (%)
عدد المنتجين (المزارع)
النسبة المئوية(%)
إفريقيا
870329
3
529986
44
آسيا
2882034
9
234147
19
أوروبا
7763308
24
213297
17
أمريكا اللاتينية
6402874
20
222599
18
أمريكا الشمالية
2197077
7
12275
1
استراليا
12110750
37
7222
1
الإجمالي
32226372

1219526

2009 Source :SOEL-FiBL survey
- كما يشير الجدول التالي إلي معدلات الزيادة في مساحات الاراضى المزروعة عضويا بين أعوام ( 2003-2007 )

معدلات الزيادة في مساحة الأراضي المزروعة عضويا علي مستوي قارات العالم بين أعوام (2003-2007)
القارة
المساحة المزروعة عضويا (2003)
المساحة المزروعة عضويا (2007)
عدد مرات الزيادة
أوروبا
5.2
7.8
1.5
آسيا
0.6
2.9
4.8
اوشينيا
10.5
12.1
1.15
إفريقيا
0.2
0.9
4.5
أمريكا الشمالية
0.95
2.2
2.3
أمريكا اللاتينية
4.7
6.4
1.36
2009 Source :IFOAM -FiBL survey
















  • وقد أشار الإحصاء الأخير إلي الدول العشر الأولي التي تتصدر دول العالم من حيث المساحة المزروعة عضويا وهي توزيعها كالتالي

جدول يبين الدول العشر الأولي التي تتصدر دول العالم من المساحات المزروعة عضويا
الدولة
المساحة المزروعة عضويا (مليون هكتار)
الدولة
المساحة المزروعة عضويا (مليون هكتار)
استراليا
12.02
ايطاليا
1.15
الأرجنتين
2.78
الهند
1.03
البرازيل
1.77
اسبانيا
0.99
أمربكا الشمالية (2005)
1.64
أوروجواي
0.93
الصين
1.55
ألمانيا
0.87
2009 Source :IFOAM -FiBL survey
الزراعة العضوية في الدول النامية
تحتوي الدول النامية علي ثلث الأراضي المزروعة عضويا علي مستوي العالم ( 11 مليون هكتار) معظم هذه الأراضي موجودة في دول أمريكا اللاتينية ثم آسيا وإفريقيا في المرتبة الثانية والثالثة . وتعتبر كل من الأرجنتين, البرازيل, الصين, الهند وأوروجواي في صدارة الدول النامية من حيث المساحات المزروعة عضويا وهذا يوضح مدي اهتمام هذه الدول بالزراعة العضوية اذ لم يكن للاستهلاك المحلي فهي للتصدير والمنافسة العالمية علي تجارة الأغذية والمشروبات العضوية.








الزراعة العضوية في الدول العربية
تتصدر تونس وسوريا والمملكة العربية السعودية ومصر قائمة الدول العربية من حيث المساحات المزروعة عضويا وان كان مجمل هذه المساحات ما زال صغير جدا مقارنة بالمستوي العالمي ,وتحتاج الدول العربية إلي توعية شديدة إلي أهمية التحول إلي الزراعة العضوية إن لم يكن بهدف الاستهلاك الداخلي فهي بهدف التصدير والمنافسة في السوق العالمي لتجارة المنتجات العضوية ذو العائد الاقتصادي المرتفع.
جدول يوضح المساحات المزروعة عضويا ونسبتها مقارنة بإجمالي المساحات المزروعة في بعض الدول العربية المهتمة نسبيا بالزراعة العضوية.

جدول يوضح المساحات المزروعة عضويا ونسبتها من مجمل المساحة الكلية المزروعة في بعض الدول العربية.
الدولة
المساحة المزروعة عضويا ( هكتار)
النسبة من المساحة الكلية المزروعة (%)
تونس
154793
1.58
سوريا
28461
0.2
السعودية
20000
------
مصر
14165
0.4
لبنان
1946
0.5
الجزائر
1550
0.00
SOURCE :FiBL.IFOAM.SOEL 2007-2009




تطور الزراعة العضوية بالمملكة العربية السعودية
في المملكة العربية السعودية شهدت السنوات الخمس الماضية تطور أساسي في الزراعة العضوية نظرا للطلب المتزايد من قبل المستهلكين علي المنتجات والأغذية العضوية التي تمثل لهم ولأطفالهم الغذاء الصحي الآمن والخالي من الملوثات المختلفة.
وقد بدأت أول الشركات الزراعية في المملكة بتحويل جزء من إنتاجها إلي منتجات عضوية عام 2000 م وبعدها تتابعت العديد من الشركات في عملية التحول إلي الزراعة العضوية , وحاليا تبلغ مساحة الأراضي المزروعة عضويا بالمملكة 22215 هكتار ,منها 16760 هكتار تحت التحول المساحة الباقية 5455 هكتار تحت الزراعة العضوية الموثقة (2007) وهذه المساحة تمثل حوالي 2% من مساحة الأراضي الزراعية بالمملكة( وزارة الزراعة, 2007).
وتعتبر مناطق الرياض والقصيم والجوف اكبر المناطق التي بها زراعة عضوية في المملكة , في حين ان مناطق مكة المكرمة وتبول والحدود الشمالية والباحة ليس بها زراعة عضوية حتى الآن.














جدول آخر يوضح مساحات الأراضي المزروعة عضويا في المملكة العربية السعودية حسب مناطقها المختلفة.

مساحات الأراضي المزروعة عضويا (هكتار) في المملكة حسب المناطق
اسم المنطقة
المساحة العضوية
تحت التحول
الموثقة
الرياض
11948
11818
130
المدينة المنورة
146
0
146
القصيم
4939
4000
939
المنطقة الشرقية
124
86
38
عسير
6
6
0
حائل
800
800
0
جيزان
7
7
0
نجران
25
25
0
الجوف
4220
18
4202
إجمالي
22215
16760
5455
المصدر( وزارة الزراعة بالمملكة العربية السعودية ,2007)
















نمو وتطور السوق العالمي لتجارة الأغذية والمشروبات العضوية
  • تشير الإحصائية الأخيرة إلي أن الطلب علي المنتجات العضوية مازال قويا حيث تتزايد المبيعات بمقدار 5 بليون دولار أمريكي سنويا وقد ارتفعت المبيعات العضوية حتى وصلت إلي 46.1 بليون دولار أمريكي عام 2007 طبقا لتسجيل هيئة رصد المبيعات العضوية.
  • ويتركز الطلب العالمي علي المنتجات العضوية في أمريكا الشمالية وأوروبا, وطبقا لهيئة رصد المبيعات العضوية فان هاتين المنطقتين تحصد حوالي 97% من العائد الاقتصادي للمبيعات العضوية علي مستوي العالم .
  • آسيا ,أمريكا اللاتينية , واستراليا من أهم الدول المنتجة والمصدرة للأغذية العضوية .
  • وبالرغم من الأزمة العالمية إلا إن هناك توقعات من هيئة رصد المبيعات العضوية باستمرار النمو والنشاط في سوق المنتجات العضوية علي مستوي العالم.
- يوضح الجدول التالي حجم السوق العالمي لتجارة الأغذية والمشروبات العضوية ومقدار نمو السوق بين أعوام ( 1999- 2007)

العام
العائد الاقتصادي (بليون دولار أمريكي)
1999
12.2
2001
20.9
2003
25.5
2005
33.2
2007
46.1
SOURCE : Organic Monitor 2009. Sahota 2009
















References
- الرضيمان , محمد الشناوي (1425) . مقدمة في الزراعة العضوية
سلسلة الإصدارات العلمية للجمعية السعودية للعلوم الزراعية- الإصدار الثامن- السنة الخامسة
- دليل الزراعة العضوية بالمملكة العربية السعودية .ترجمة يحيي الدول- رياض شنين
المملكة العربية السعودية- وزارة الزراعة- إدارة العلاقات العامة والإعلام الزراعي
- SOEL- FiBL survey (2007)
- SOEL- FiBL survey (2003)
- FiBL & IFOAM (2009)
- organic monitors (2009).sahota (2009)
- FiBL , IFOAM & SOEL (2007-2009)



































هناك تعليق واحد: